'متحف اغدامار ' المزعوم |
جينكيز تشاندار هذا هو يوم افتتاح " الكنيسة – المتحف " ، الذي حوله وزير الشؤون الثقافية الى فوضى. ايا تكن النية ، فانها تبدو وكأنها " ابادة ثقافية " ، انه بالفعل يوم افتتاح كنيسة " اختامار " التي تم ترميمها بهدف " السياحة " ، ومن المتوقع ان تجتذب عددا كبيرا من السياح الى شرق الاناضول . لكن الوزارة اعادت تسمية العاصمة القديمة لارمينيا " آني " ، والتي يعود تاريخها الى الف سنة، لتصبح " آنه " ( اي " ذكرى " بالتركية ) ، كما ازالت الصليب والاجراس عن كنيسة " اختامار " واعادت تسميتها " اغدامار" ( اي " الشريان الابيض " بالتركية ). هوس التسمية هذا ، وعدم التسامح الثقافي والديني تجاه الصليب وجرس الكنيسة يمكن ان يبدو للعالم على انه " ابادة ثقافية " ، لذا لا ينبغي لاحد ان يستغرب اذا تبين ان الامر كذلك. الهوس في اعادة التسمية اسم " اختامار " مستمد من اسطورة نسجت حول بحيرة " فان " . انها قصة شاب كان يتطلع للقاء حبيبته ، تامار ، المتواجدة على الجزيرة ، حيث ترتفع الكنيسة المذكورة . صاح الشاب " آه ، تامار ! " بينما كان على وشك الغرق. لماذا اذن نغير هذا الاسم الى " اغدامار" ؟ انكم ترممون كنيسة تاريخية وتختلقون اعذارا سخيفة لعدم رفع صليب وجرس عليها ؟ من سيصدق انكم علمانيون، او انكم " تحترمون جميع المعتقدات " ، او انكم تمثلون " تحالف الحضارات ضد صدام الحضارات ". ان ما تفعلونه هو ببساطة كلية " ابادة ثقافية " . من اين لكم هذا الحق ؟ ولماذا ؟ هذه مقتطفات من مقال نشر في مجلة " اغوس " الاسبوعية ، في 23 آذار ، يتحدث عن رسالة بعثت بها مجموعة من المثقفين الارمن في اسطنبول الى وزير الثقافة اتيلا كوتش .- اما بطريرك الارمن في تركيا مسروب الثاني فيقول " هل يعقل ان تكون كنيسة بدون صليب على قبتها ؟ علاوة على ان الشعائر الدينية لن تجري اثناء افتتاحها . ان لم يكن لي دور كرجل دين ، فما الفائدة من ذهابي الى هناك؟" الظهور بمظهر المحق والمستفيد سياسيا ثم تغير التاريخ ليصبح الافتتاح في 11 نيسان ، وذلك ليتطابق مع 24 نيسان وفق التقويم الارمني القديم. لعلهم كانوا على علم بذلك ايضا . انهم لايزالون يسعون وراء فكرة ماكرة اخرى . غير انه تقرر اخيرا ان يتم موعد افتتاح " اختامار " ، " اغدامار " حاليا ، في 29 آذار ، وان ترمم الكنيسة – المتحف بدون صليب او جرس . ياللعار ! الصليب هو رمز العالم المسيحي ، ويمثل معاناة المسيح من اجل الانسانية جمعاء! وحتى لو كان المسلمون لايؤمنون بالصليب ، او كانت هناك دلالات سلبية للصليب لدى المسلمين عبر التاريخ ، أ لم يكن ضروريا اظهار الاحترام لمعتقدات الجميع في بلد علماني في العام 2007؟أ لم يكن هذا الموقف ليمجد وزير ثقافة مسلم وحكومته ايضا ؟ هرانت دينك تنبأ بذلك " تحول افتتاح كنيسة الصليب المقدس في جزيرة "اختامار " الى كوميديا . من الممكن وضع عمل صحيح في مسار خاطىء بهذه الطريقة الناجحة . والدافع الخفي الذي يستحيل اخفاؤه لن يكون الا اشد ظهورا للعيان . انها كوميديا حقيقية ومأساة حقيقية ايضا . اذ لم تتمكن الحكومة حتى اليوم من صياغة نهج صحيح " للمسألة الارمنية"، فغايتها الحقيقية ليست حل المشكلة ، بل كسب نقاط وكأنها مصارع يبارز في حلبة . كيف ومتى ستقوم بالخطوة الصحيحة وتهزم خصومها ؟ هذا هو همها الوحيد ، وهذا ليس بأمر هام . الدولة تدعو المؤرخين الارمن لمناقشة التاريخ ، لكنها لاتخجل من محاولات مثقفيها الذين تفردوا بصوغ خطاب غير قويم عن الابادة الارمنية . انها تقوم بترميم كنيسة ارمنية في جنوب شرق تركيا ، لكنها تفكر " كيف يمكنني انجاز مثل هذا العمل لتحقيق مكاسب سياسية من ورائه في العالم ؟ وكيف يمكنني ترويج ذلك ؟ لقد قتلوا هرانت دينك يوم نشر هذه المقالة . ففقدت سحرها في الوجود . ولم يعد لها سحر منذ ذلك اليوم . رائحة كريهة تفوح من التحقيقات الجارية في مقتل هرانت دينك . واليوم عندما يفتتحون كنيسة الصليب المقدس في " اختامار " على انها " اغدامار " ، فكأنهم يستبدلون الصليب ب " كريما " على قالب الحلوى . ومن ثم يتبعها كلام حول " الابادة المزعومة " و" تحالف الحضارات " . |