الأرمن عاتبون على الاستقبال الحار لداود أوغلو: ليتذكّر السياسيون ما فعله الأتراك خلال 400 سنة |
بيار عطا الله وحدهم الارمن لم يستقبلوا وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو لدى زيارته الاخيرة الى لبنان، و لا هو زار مرجعياتهم الدينية، مع انه لم يترك مرجعا دينيا مسيحيا او اسلاميا الا زاره مستوضحا ومناقشا باسم حوار الحضارات وحماية التنوع والتعدد. واسباب انقطاع التواصل بين الجانبين معروفة، والارمن الذين يتهمون اللبنانيين بأن "ذاكرتهم ضعيفة وينسون بسرعة، يصرون على مسؤولية تركيا عن ابادة الارمن مطلع القرن العشرين، في حين تتمسك السلطات التركية برفض الاعتراف بما جرى ونكرانه. "لا يصغون الينا" لا مكان لأي مساومة على الموقف الارمني من تركيا، سواء في لبنان ام في كل انحاء العالم، وهذا الموقف العقائدي او الوطني لدى الارمن يختصرونه بكلمات مثل: "ان لا خير يرتجى من المواقف التركية، ونحن نبهنا القيادات الى مخاطر مسايرة السياسة التركية لان اهدافها ومصالحها تتجاوز كل الامور الاخرى". ويشير الارمن الى انهم لفتوا القيادات العربية ايضا خلال شهر العسل بينها وبين الاتراك الى ضرورة الحذر من السياسة التركية في الشرق الاوسط "لكن احدا لم يصغ الينا وها هم اليوم وصلوا الى ما كنا قد حذرناهم منه وصحت توقعاتنا، لذلك نحن ضد السياسة التركية وسنبقى ضدها في سوريا وكل العالم"، على ما يقول مخيتاريان. بالنسبة الى الطاشناق رأس الحربة الارمنية في لبنان والاكثر تصلبا، فان كل المواقف التركية "ميؤوس منها" وتدخل في اطار "المداهنة والمناورة السياسية سعيا وراء تثبيت المصالح التركية في المنطقة". ويرى ان المناورات التركية بدأت منذ اللقاء الشهير في منتدى دافوس عندما رفض اردوغان مصافحة الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس على خلفية الحرب على غزة، ويضيف: "بدأت بعدها مسرحية تحويل اردوغان الى رمز وبطل عربي مثل جمال بعد الناصر وهرول العرب جميعا الى التعاون مع الاتراك وفي مقدمهم سوريا التي يحتل الاتراك ارضها في لواء اسكندرون، ثم عمدوا الى الترويج للثقافة التركية من خلال البرامج التلفزيونية والتعاون الاقتصادي، ونسي العرب الاطماع التركية في السيطرة على المنطقة وذلك الحلم التركي القديم بدولة عظمى تهيمن على دول المنطقة". |