مقالات

أرمينيا بلاد الجمال

السبت 5 أكتوبر 2013
ارمينيا - أمير زكي
جريدة الانباء الكويتية

أرمينيا بلد جبلي غير ساحلي وكانت قبل عقود سابقة قليلة احدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي، استقلت في الثالث والعشرين من اغسطس عام 1991 وهو العام الذي انهار فيه الاتحاد السوفييتي، وكانت من أول جمهورية خارج البلطيق تعلن الانفصال واتخذت من يريفان عاصمة لها، من خلال سياسة واضحة المعالم حصلت على الدولة رقم 31 الأكثر حرية اقتصادية في العالم، في الثالث والعشرين من اغسطس من كل عام تحتفل بعيد الاستقلال في احتفال بهيج يقام في ساحة الجمهورية، هذا العام وبمناسبة الذكرى الـ 22 للاستقلال، دعا أبناء الجالية الأرمنية في الكويت «الأنباء» لزيارتها للاطلاع على طبيعتها الخلابة، كما دعا أبناء الجالية الأرمنية عددا من الصحافيين العرب لزيارتها والاستمتاع بأجوائها المبهرة وطبيعة شعبها الكريم المضياف، وكان هناك جدول حافل بزيارة عدد من المتاحف والمرافق التي تتميز بالجمال والطبيعة الخلابة الى جانب لقاء عدد من المسؤولين ومنهم نائب رئيس الوزراء ووزير الحكم المحلي شافاريش كوتشاريان ووزيرة شؤون المهجر هرانوش هاكوبيان وغيرهم من المسؤولين العاملين في وزارة الخارجية إلى جانب مسؤولين عن اتحاد الصناعيين.

أرمينيا ـ الجبل

أرمينيا تتسم في فصل الصيف بدرجات حرارة مرتفعة نسبيا ولكن أهلها يستمتعون بكل فصول السنة ففي الربيع تبدو فيه الدولة بجبالها وارضيتها الزراعية ساحة خضراء وفي الخريف تبدأ في التحول الى لون خليط بين الأخضر والأصفر اذ تبدأ ألوان الأشجار في التحول الى اللون الأصفر إيذانا ببداية فصل الخريف.

المسؤولون حرصوا على تنظيم عدة جولات للأماكن المميزة والتي ربما تكون مجهولة بالنسبة لكثير من المواطنين الكويتيين وايضا بالنسبة لعدد غير قليل من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.

جبل أرارات

فعلى سبيل المثال يوجد «جبل أرارات» الموجود ضمن الشعار الوطني الارميني، وهو أعلى جبل هناك ويعد جزءا رئيسيا ومهما في تاريخ ارمينيا ويقع حاليا داخل الاراضي التركية ويمكن رؤيته بوضوح من ارمينيا.

اما ساحة الجمهورية والتي يقام فيها الاحتفال السنوي بمناسبة عيد الاستقلال فتعد جوهرة وقلب المدينة حيث احيطت بالأبنية الحكومية خاصة مقر الحكومة «رئاسة الوزراء» ومقر وزارات مثل الخارجية والثقافة.

سفارة الكويت

الكويت من الدول العربية القليلة التي حرصت على وجود سفارة لها في أرمينيا انطلاقا من ايمانها بأن لأرمينيا مستقبلا واعدا على مختلف الأصعدة وانطلاقا من حرص الكويت على التواصل مع كل دول العالم في مختلف النواحي، وهو ما ابلغنا به اكثر من مسؤول التقيناه خلال الجولة.

قريبون من الشرق الأوسط

وزيرة المهجر هرانوش هوكوبيان التقاها الوفد الاعلامي قبل 24 ساعة من انتهاء زيارته، وحرصت الوزيرة على ان تبدأ تصريحاتها بالقول: نحن قريبون من منطقة الشرق الاوسط، المنطقة مضطربة ونحن كذلك، ما نأمله لبلداننا ولكل دول الشرق الاوسط ان يستتب السلام، واضافت: نتمنى ان يحقق الشعب المصري طموحاته، ووصفت الوزير ما يحدث في سورية بالقول: سورية لارمينيا جرح مفتوح، يعيش في هذا القطر 100 الف، لذا نأمل لهم ولكل الشعب السوري الامان والسلام.

الوزيرة هرانوش تطرقت الى تاريخ الجاليات التي تشكلت خارج الوطن الام ارمينيا بـ 3 مراحل، المرحلة الاولى حتى عام 1915 حيث تواجد التجار الارمن حول العالم واستقروا في العديد من البلدان الاوروبية والآسيوية، والمرحلة الثانية والتي اعقبت الابادة الجماعية على حد وصفها، وهذا ما دعا الكثير من الارمن الى الانتشار حول العالم وتشكيل جاليات في الشرق الاوسط، اما المرحلة الثالثة فجاءت في اعقاب الاستقلال وجرى تشكيل جاليات جديدة ليصبح اجمالي الارمن الذين يعيشون خارج الوطن الام قرابة الـ 7 ملايين، وانطلاقا من اهمية الحرص على التواصل مع هذه الاعداد الكبيرة تم انشاء وزارة للتواصل مع هؤلاء وهي وزارة المهجر وذلك قبل 5 اعوام.

وحددت الوزيرة هرانوش الاهداف الرئيسية لوزارة المهجر في التنسيق والتعاون بين الارمن الى جانب المساهمة في الحفاظ على الهوية الارمينية في المهجر، وحث اي مواطن ارمني يقيم خارج وطنه على ان يكون مواطنا نموذجيا وان يحافظ على هويته وذاتيته، هذا الى جانب البحث عن امكاناته وتوظيفها بطريقة مناسبة من خلال عقد مؤتمرات لهم تسمع فيها اليهم بانصات.

توثيق الإبادة

واستشارة الحقوقيين الارمن المهجرين في سبيل توثيق الابادة الجماعية وكذلك اقامة لقاءات للتعارف بين الارمن في كل قطر يقيمون به.

واضافت وزيرة المهجر بالقول: نسعى ايضا من خلال الوزارة إلى صياغة برامج للمساهمة في عودة ابناء الجالية الارمينية الى وطنهم للاستفادة من خبراتهم في تنمية الوطن.

سلطات حديثة

وتطرقت الوزيرة الارمينية الى مرحلة ما بعد الاستقلال بالقول: الحكومة الارمينية ورغم المعوقات استطاعت انشاء سلطة ادارية وانشاء سلطات جمركية وضريبية واقامة ادارات تهتم بالسياسة الخارجية، مؤكدة ان كل هذه الادارات لم تكن قائمة في عهد الاتحاد السوفييتي، كما استطاعت الدولة احداث قفزات في المجال الاقتصادي.

الحرية الشخصية

ومضت بالقول: لتحقيق نقلة نوعية للمواطن الارميني، حرصنا على تعزيز مفهوم الحرية الشخصية وتعزيز الديموقراطية ونقل السوق الارميني الى اقتصاد السوق الحر والعمل على اعداد تشريعات تتطابق مع التشريعات الدولية.

تسوية نزاع كرباخ

ومضت بالقول: لا يخفى على احد اننا نعاني من عدم تسوية نزاع كرباخ وبعد وقف اطلاق النار في العام 1994 نحاول جاهدين ايجاد تسوية سلمية انطلاقا من معارضتنا لأي حرب ونؤمن بأن اي نزاع قابل للحل بطرق سلمية.

وأكدت الوزيرة ان ارمينيا حصلت على تطمينات من منظمات دولية لتطوير اقتصادها ومن بين المنظمات والهيئات والتي ابدت استعدادا ورغبة في تطوير الاقتصاد الأرمني.

حسن جوار

وأردفت بالقول: نحن نأمل ونسعى إلى إقامة علاقات حسن جوار مع كل دول العالم ونأمل من كل الدول ان تقف الى جوارنا في تسوية النزاع مع كرباخ، لافتة الى ان من بين الدول التي تسعى لحل هذه الازمة اميركا وروسيا.

وقالت: نأمل ايضا ان يتم الاعتراف بالإبادة الجماعية وإزالة تداعياتها لأننا نناضل من اجل العدالة اذ تعرض قومنا قبل 100 عام لإبادة جماعية، وعلى حسب قول الوزيرة، جرى انتهاك حقوق الانسان في هذه الابادة وتم تهجير مئات الآلاف.

52 لهجة

إلى جانب تعمد تدمير حضارتنا والعمل على محو تراثنا الثقافي، مشيرا الى ان ما حدث في فترة الإبادة يفوق حد الوصف وإلى جانب الانتهاكات البشرية فقد كان لدينا 52 لهجة والعديد من هذه اللهجات تلاشت مع مرور الزمن جراء التهجير القسري، مشددة على ضرورة الاعتراف بالإبادة حتى لا تتكرر مرة اخرى.

وقالت الوزيرة هرانوش: قد يتساءل البعض ويقول عن تداعيات الإبادة في الوقت الراهن؟ وأرد على هؤلاء بالقول الإبادة لاتزال تعاني منها ارمينيا، فنحن تحت حصار مزدوج وبإمكاننا ان نصل الى اوروبا في اقل من 12 ساعة ولكن الحدود موصدة امامنا من جانب تركيا، مؤكدة ان الجريمة التي وقعت قبل 100 عام لا نزال كأرمن نشعر بها ولا يزال أبناؤنا في الخارج والداخل يعانون من اضطرابات نفسية كبيرة والذين يعيشون في الخارج يتساءلون لماذا نحن بعيدون عن وطننا؟، مؤكدة ان للإعلام دورا في الكشف عن الحقيقة وسردها بلا خوف، حسبما قالت.

تطوير أرمينيا

وأشارت الوزيرة الى الاستثمارات التي تأتي من الجاليات الارمينية الى الوطن بالقول ان الاستثمارات تلك استطاعت ان تعيد بناء ما تهدم في ارمينيا جراء الزلازل في العام 1988 وقامت الجاليات الأرمينية بتقديم مساعدات مالية وأجهزة، كما اسهمت الاستثمارات التي ترد الى الوطن الأم في بناء مطار ارمينيا، اذ قام احد رجال الاعمال الاميركيين ببناء منطقة سكنية كبيرة، كما قام رجال اعمال غربيون وعرب بتطوير المجال الفندقي والسياحي وإقامة مطاعم.

15 ـ 17% من الناتج

ونوهت إلى ان اجمالي التحويلات التي ترد الى ارمينيا من ابنائها الذين يقيمون خارج الوطن تقدر بـ 2 مليار دولار سنويا وهو ما يشكل 15 ـ 17% من حجم الناتج المحلي.

شكراً للكويت

وأكدت الوزير أن السوق الارميني مفتوح ولديه المقدرة والرغبة في استقبال رجال الاعمال من كافة بقاع العالم ومن ضمنهم الدول الخليجية ودولة الكويت، كما توجد تسهيلات واضحة ومحفزة لرجال الأعمال للعمل في مجالات البنوك وتكنولوجيا المعلومات وكافة المجالات الأخرى التي تعود بالفائدة على أرمينيا والمستثمرين.

وقالت الوزيرة ان الجاليات الارمينية منتشرة في 100 دولة وأن التحويلات التي ترد منهم الى الوطن تعتبرها بمنزلة نفط غير قابل لأن ينضب.

وأثنت الوزيرة على كافة التسهيلات التي تقدمها دولة الكويت للرعايا الارمن بها، مشيرة الى ان الشعب الارمني يقدر ما تقدمه الحكومة الكويتية والشعب الكويتي من تسهيلات للأرمن وهذا ليس بغريب على دولة الكويت.

ساعة و45 دقيقة

نائب رئيس الوزراء ووزير الحكم المحلي شافارش كوتشاربان أكد وجود تطور ملموس في مستوى التعاون الأرميني الخليجي بشكل عام والكويت بشكل خاص، مشيرا الى أن هناك رحلات يومية تصل الى أرمينيا من خلال طيران فلاي دبي، مشيرا الى أن هناك مشاورات بين الجانبين الأرميني والكويتي لتدشين خط جوي مباشرة بين البلدين، لافتا إلى أن من شأن إقامة خط مباشر تدفق أعداد كبيرة من السياح الكويتيين والخليجيين لاسيما أن الطيران المباشر لا يستغرق سوى ساعة و45 دقيقة فقط بخلاف الطيران عن طريق الإمارات، واضاف شافارش حتى الآن لم يتم التوصل إلى آلية لتدشين هذا الخط المباشر ولكن هناك مساعي تبذل.

وأكد الوزير الأرميني أن أرمينيا حرصت على إنشاء القاعدة المؤسستية والتي يمكن أن تحظى باهتمام رجال الأعمال وهناك مجالات متعددة في السياحة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة يمكن ان تستقطب المستثمرين الخليجيين والكويتيين.

ولفت شافارش الى تصدير ارمينيا للكويت الأغنام نظرا لوجود مساحات شاسعة من المزارع المؤهلة لتربية الأغنام بطريقة جيدة دون الاعتماد على المأكولات غير الطبيعية الى جانب تصدير المنتجات الزراعية الارمينية الطازجة. وحول عدم رصد أعداد كبيرة من السياح الخليجيين في أرمينيا لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة وأجواء مميزة لكافة السائحين وعلى من تقع مسؤولية عدم انتشار السياحة الخليجية بصورة لافتة في أرمينيا؟ قال الوزير الأرميني: لا شك أن أبناء دول الخليج يشكلون قاعدة كبيرة في السياحة لحبهم في زيارة أماكن جديدة للاستماع والاسترخاء، مؤكدا على أن هذه الاجواء متوافرة في أرضنا.

وأضاف: اعتقد أن عدم وجود سياح خليجيين بأعداد كافية يعود إلى عدم وجود خطوط مباشرة وهناك مساع كما سبق وذكرت لتسيير هذه الخطوط واستدرك بالقول: حينما يعرف السائح أنه سينتقل بين أكثر من دولة ويمكث في المطارات لفترات قد تكون طويلة يفضل رحلات مباشرة لتجنب الارهاب وضياع الوقت، وبالتالي حينما يعلم المواطن أن رحلته قد تستغرق 6 - 8 ساعات لأن الرحلة تمر بدولة ثانية يفضل الانطلاق الى بلدان أخرى.

وأكد أنه إذا ما تمت إضافة خطوط مباشرة فسيأتي أعداد كبيرة من السياح الكويتيين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام.

الفيزا للخليجيين بـ 7 دولارات

واشار الى ان الجانب الأرميني والقطري قطعا شوطا مهما في تسيير خطوط مباشرة، لافتا الى ان المواطن الخليجي بشكل عام يستطيع الحصول على الفيزا مباشرة من المطار مقابل 7 دولارات نحو دينارين كويتيين كما ان هناك مشاورات أخرى لإقامة خط مباشر بين العراق وأرمينيا قريبا.

ازدواج الجنسية

من جهته قال سيرجي ماناساريان نائب وزير خارجية أرمينيا لشؤون الشرق الأوسط كدولة لا يمكننا أن ننسى الجاليات الأرمينية في العالم خاصة الدول العربية، والحكومة الأرمينية مهتمة تماما بذلك وهناك وزارة مخصصة لشؤون المهجر، ونحن على تواصل دائم مع أشقائنا من الجاليات الأرمينية بالعالم، وكشف عن ان الحكومة الأرمينية أصدرت قرارا يسمح بازدواج الجنسية للأرمن في المهجر والدول الخارجية، حيث يمكنهم من خلال إجراءات سهلة بسيطة الحصول على الجنسية الأرمينية، ونولي اهتماما بالجالية الأرمينية في سورية، حيث إن الأوضاع صعبة هناك ليس للجالية الأرمينية فقد بل للشعب السوري كله حيث تعد الجالية الأرمينية جزءا من نسيجه ونحاول قدر الإمكان تقديم المساعدة، والقنصلية الوحيدة التي تعمل في سورية حاليا هي القنصلية الأرمينية في حلب.

واستطرد: البعض اتهمنا بأننا ندافع عن النظام الحالي في سورية، لكننا قلقون من الأعمال الشرسة والإجرامية التي تتم في سورية ويهمنا الحفاظ على أمن الجالية الأرمينية هناك، وأعربنا عن قلقنا حيث كانت لدينا جالية أرمينية هناك تقدر بـ100ألف أرميني قبل الحرب، وعلاقتنا مع الجاليات في المهجر نتابعه بشكل يومي في كل الدول.

واشار الى ان ارمينيا ليس لها أي تعاون مع تركيا، وتواصل مسؤولينا مع مسؤولي تركيا يتم عبر المنظمات الدولية، وبعد التوقيع على بروتوكولين في سويسرا بيننا وبين تركيا، إلا أنها حاولت الخروج من عملية الوساطة تلك. وأضاف أن المعارضة الأرمينية اتهمت السلطات الأرمينية بأنها وقعت على البروتوكولين، وأثبتت الأيام أن قرار رئيس أرمينيا صائب، حيث تفهمت المنظمات الدولي مع من يتعاونون، ليست لدينا علاقات ديبلوماسية مع تركيا وحدودنا معها مغلقة.

ونوه الى وجود خط طيران مباشر رحلتين أسبوعيا «نين يريفان» و«إسطنبول» وهو مستمر منذ 14 سنة، حيث كانت تقوم الخطوط الأرمينية برحلتين أسبوعيا ومثلهما تقوم بهما الخطوط التركية الشارتر، وبعد إفلاس الخطوط الأرمينية استمرت رحلات إحدى الشركات التركية، والمواطنون الأتراك يمكنهم الحصول على تأشيرة أرمينيا في المنافذ الحدودية وكذلك المواطنون الأرمن عند دخولهم تركيا.

وقال: نظرا لأن حدودنا مغلقة مع تركيا نقوم بتنفيذ عمليات التصدير عبر مرافئ وموانئ جورجيا، واعتقد أن كل المشاكل يمكن التغلب عليها والجانب التركي أدخل نفسه في طريق مسدود لا يخرج منه.

واكد ان ارمينيا ترحب بالاستثمارات الخليجية والكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي لها سفارة في يريفان وسفيرها نشيط جدا، ومستوى العلاقات الاقتصادية لا يتناسب مع العلاقات السياسية الممتازة.

واضاف: لدينا استثمارات خليجية وحتى نهاية العام الحالي سيتم افتتاح فرع كارفور والمستثمر شركة إماراتية، وهناك شركتا طيران فلاي دبي والإماراتية تسير رحلات إلى ياريفان، وهناك مباحثات مع قطر والكويت، ونرحب دائما بالاستثمارات الخليجية والساحة الاقتصادية مفتوحة ومستعدون لتقديم المساعدة ومزايا كبيرة للمستثمرين خاصة التسهيلات الضريبية، والخليجيون يمكنهم الحصول على تأشيرة أرمينيا وقيمتها 7 دولارات في المطار أو على الحدود، ويمكن الحصول على الفيزا الالكترونية عبر الإنترنت.

واضاف مشكلتنا في البنية التحتية السياحة بأرمينيا التي تحتاج لتقوية وتطوير، والاقتصاد الأرميني يمكنه استقبال استثمارات خارجية كبيرة، ورغم ذلك فإن القدرات السياحية في أرمينيا تمكنها من استقبال وفود كثيرة.

واشار الى ان المجال السياحي مهم في الاقتصاد ولدينا أنواع السياحة العديدة خاصة العلاجية وسياحة الغابات والصيد والتزحلق على الجليد، وطبقا لإحصائيات وزارة الاقتصاد نمو في السياحة الوافدة لأرمينيا العامين الماضيين زادت النسبة، ومنذ 5 سنوات كانت نسبة الأرمن الوفدين لأرمينيا عالية وهناك سائحون أجانب كثيرون يزورون أرمينيا.

المورد عائق

على صعيد آخر، قال رئيس اتحاد الصناعيين في أرمينيا أرسنيد جزارين ان هناك مشكلات تتعلق بالتصدير والاستيراد تعاني منها أرمينيا جراء إغلاق الحدود الأرمينية- التركية من قبل الجانب التركي وهذا ما يكلف التجار والمصدرين أعباء كبيرة في نقل البضائع من وإلى أرمينيا. وأكد على أن أرمينيا تعد سوقا استثماريا واعدا لتوافر كافة العناصر التي ترتقي بهذا السوق لاسيما العنصر البشري غير المكلف والمواد الطبيعية.

وأضاف: مجالات الاستثمار في أرمينيا متعددة فهناك مزارع وهناك قطاع سياحي مميز، لافتا الى ان روسيا تستورد من أرمينيا نحو 500 طن من الخضراوات وهناك وفرة في الإنتاج الزراعي يمكن استغلاله وتصديره الى دولة أخرى.

وقال: نحن صدرنا الى المملكة العربية السعودية نصف مليون خروف وننتظر زيادة في عدد الأغنام الجاري تصديرها الى مليوني خروف.

وحدد رئيس اتحاد الصناعيين أوجه الاستثمار في أرمينيا في الزراعة والمنسوجات والفندقة والتعدين ومزارع الاسماك ونقل الاحجار والسياحة.

جيرموك منتجع على جبل وشلالات تستحق الزيارة

مدينة جيرموك تعد من أبرز المعالم السياحية والعلاجية في أرمينيا، جيرموك تقع جنوب شرق أرمينيا على بعد 180 كيلومترا من العاصمة يريفان محاطة بالجبال التي تكسوها الغابات والثلوج مما جعلها مزارا سياحيا مهما، حيث تشتهر بشلالات مياه رائعة تجذب كل زائر لها.

جيرموك باللغة الأرمينية تعني ينبوع الماء الدافئ وتشتهر بالغزال رمزا لها ولهذا قصة أسطورية تقول إن حيوان الغزال كان منتشرا بها قديما وجرح أحدها في قدمه ولم تشف إلا بعد وضعها في أحد ينابيع المياه الدافئة هناك. تعد المدينة منتجعا صحيا للاستشفاء بالمياه الساخنة والعلاج الطبيعي مع جوها المناسب وهوائها النقي. الطريق إلى المكان محاط بالجبال والتكوينات الصخرية التي تمثل لوحة فنية رائعة من الطبيعة، حيث إن الأملاح مختلفة الألوان التي تكونت عليها بدت وكأنها لوحة ذات ألوان زاهية تضافرت معها قطرات المياه المنسابة على الصخور.

أما الشلالات فإنها تحمل جمالا خاصا، حيث إن المياه التي تتدفق بسرعة كبيرة من أعلى الجبل ذات لون أبيض وقبل نهاية الصخور تنقسم إلى فرعين يمران أسفل كوبري صغير حتى تصل المياه إلى حد الأنهار الذي يقع في مستوى منخفض من الشلالات.

ولا تشتهر جيرموك بالشلالات فقط، حيث تتمتع بالمياه المعدنية والتي لها خواص علاجية كثيرة وهو ما كان سببا في إقامة منتجع سياحي وصحي هناك به عدد من صنابير المياه ذات درجات حرارة مختلفة يشرب منها زوار المنتجع والمقيمون فيه، حيث إن تلك المياه ذات خواص علاجية خاصة لأمراض المعدة وإذابة الدهون.

الغريب أن هناك 5 ينابيع للمياه تخرج منها المياه بدرجات حرارة ثابتة على مدار العام رغم أنه في أوقات الشتاء تصل درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وتتراوح درجة حرارة المياه ما بين 35و55 درجة وباستطاعة أي شخص أن يشرب من هذه المياه ولا يشعر بسخونة لافتة ويقال إنها تعالج أمراضا بعينها.

وادي الزهور والتلفريك

وادي الزهور يقع على بعد

52 كيلومترا من العاصمة الأرمينية يريفان، كان يعد اكبر مركز رياضي للألعاب الأولمبية إبان الاتحاد السوفييتي، قبل سنوات محددة قامت السلطات الأرمينية بتحديث التلفريك، والذي تم استخدامه من قبل السياح العرب والأجانب مقابل 4 دولارات، ومن خلال نزهة ليست بالقصيرة باستخدام التلفريك تتمكن من الاستماع بمناظر خلابة للغاية، وادي الزهور وفي فصل الشتاء يتحول الى ساحات للتزلج على الجليد ويأتي اليه السياح من جميع بقاع العالم، في محيط وادي الزهور يوجد عدد من الفنادق الراقية والتي تقدم خدماتها للسياح بأسعار تقل عن 100 دولار لليلة الواحدة مع وجبة افطار.

مجمعات كنسية بين أعالي الجبال وفي باطنها

أرمينيا تتنوع فيها المسطحات الى جبال وسهول وغابات، فيها يوجد العديد من المجمعات الكنسية والتي تستحق الزيارة لاسيما في مدينة سيفان وبها يوجد مجمع كنائس بارع الجمال وتعد من أشهر الأماكن المقدسة للأرمن والسياح، كما يوجد.

ساحة الجمهورية تحتضن حفل الاستقلال

في مساء الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي نظمت ارمينيا احتفالية غنائية كبرى بمناسبة العيد الوطني وعيد الاستقلال الـ 22 حضرتها أعداد كبيرة من الأرمن والسياح، حيث كان الرئيس الأرميني ساركسيان أول الحضور في الصفوف الأولى مع زوجته ريتا ساركسيان، وكذلك ديكران ساركسيان والسيدة عقيلته وباكو ساهاكيان رئيس الوزراء حضر أيضا رئيس آرتساخ الأرمينية.

عدد كبير من الأرمن الذين حضروا الاحتفالية حرصوا على اصطحاب أطفالهم للمشاركة وهم يحملون علم أرمينيا ويلوحون به، هذا غير كثير من الشباب الذين حرصوا على ان يلفوا أنفسهم بالعلم وكثير من الفتيات حرصن على ان يرسمن العلم على وجوههن تعبيرا منهن عن الفرحة بذكرى الاستقلال التي حضرتها ايضا وفود ارمينية من المهجر أتوا من دول عديدة للمشاركة في الاحتفال.

أكثر دول الاتحاد السابق تقدما في التكنولوجيا

أرمينيا من اكثر دول الاتحاد السوفييتي السابق تقدما في مجال صناعة التكنولوجيا والشرائح الالكترونية وهو ما يعد احدى ركائز الاقتصاد هناك، كما انه بعد الاستقلال برزت اهمية الزراعة في الاقتصاد بشكل ملحوظ ويعزا ذلك الى الحاجة الى تأمين المواد الغذائية للسكان. ولا يمكن لزائر يريفان ان يتجاهل القيام بجولة حول نهر هرازادان حيث يقع الاستاد الكبير وجسر النصر وشارع ماشتوتس الذي يؤدي الى متحف المخطوطات شمالا، وعاليا فوق التلة التي تقع خلف المتحف هناك يمكنك ان تطالع مشهدا رائعا للمدينة كلها ومن ورائك تجد النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمينية عام 1915 حسب ما هو مدون في كتب التاريخ وهذا النصب التذكاري يقع وسط حديقة النصر التي دشنت تخليدا لذكرى انتصار الشعب السوفييتي على ألمانيا بين عامي 1941 ـ 1945. وحينما تذهب عيناك بعيدا ترصد تمثالا شامخا وخالدا وهو «أم ارمينيا» او «ارمينيا الأم» ويرمز الى قصة وتاريخ نضال الشعب الأرميني، وهو تمثال ضخم للمرأة الأرمينية البطلة في وقفة هادئة وواثقة وقد أمسكت بالسيف من طرفيه تعبيرا عن عزمها الدفاع عن وطنها حتى النهاية، وقاعدة التمثال عبارة عن متحف غني بمعروضات متنوعة تروي تاريخ الشعب الأرميني.

متحف الإبادة

متحف الإبادة الأرمينية يقع في يريفان وعلى مسافة أمتار من النصب التذكاري لضحايا الابادة والذي تتوسطه شعلة مضاءة على مدار العام وهذه الشعلة وحسب المرافق للوفد صموئيل ورغم شح الغاز في ارمينيا قبل سنوات الا ان النار ظلت مشتعلة ويبلغ طوال النصب نحو 44 مترا ويرمز الى النهضة الوطنية للأرمن، وبه اثنتا عشرة بلاطة في شكل دائرة في مركزها الشعلة، وفي 24 ابريل من كل عام يفد اليه يأتي مئات الآلاف من الأرمن والسائحين ويتم وضع الزهور حول الشعلة الأبدية والمتحف يضم العديد من الوثائق والصور التي تؤرخ للمذابح والكثير من القصص الانسانية والمآسي منها، وكيف ان بعض الملوك والحكام العرب ساعدوا في ايواء وانقاذ بعض من نجوا منها.

جديد

تحميل الكتاب - تحميل الخرائط
أحدث المواضيع
بــيـــان عموم الأرمن في الذكرى المئوية للإبادة الجماعية الأرمنية
إصدارات - كتب

ذاكرة أرمنية – صور من مخيم لاجئي حلب 1922-1936


نحو قرار عادل ومنصف حول نزاع كاراباخ الجبلية

النشرة