بيان

أوباما والاحباط التركي

تحاول الديبلوماسية التركية منذ انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، الضغط على الرئيس المنتخب للتأثير على ادارته المقبلة في خصوص جملة قضايا تعتبرها تركيا حاسمة ومنها موضوع الإبادة الأرمنية وقبرص والعراق والاكراد.

فقبل بضعة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية الاميركية، أرسل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اثنين من مسؤوليه الكبار الى واشنطن للاجتماع الى شخصيات سياسية مقربة من المرشح الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك أوباما، للتأكد من أن أحدا من هؤلاء لن يتخذ أي قرار يتعارض والمصالح التركية.

ومن الواضح أن الحكومة التركية أبدت انزعاجها من الوعود المتكررة التي أطلقها أوباما خلال حملته الانتخابية للاعتراف بالابادة الأرمنية، بل ان أردوغان ذهب الى أبعد من ذلك، عندما أعرب في رسالة التهنئة الى أوباما في مناسبة انتخابه رئيسا، عن أمله في ان لا تقدم الولايات المتحدة على أية خطوة لجهة الاعتراف بالابادة الارمنية. بدوره أبدى الرئيس التركي عبدالله غول في حديث الى صحيفة بلجيكية، امتعاضه من الموضوع ودعا الى عدم تدخل السياسيين في موضوع الابادة الارمنية حيث قال "اذا اعترف أوباما بالابادة، فذلك يعني انه يجعل من الامور غير الحقيقية واقعا". الجالية الارمنية في الولايات المتحدة التي أيدت أوباما في حملته الانتخابية، رحبت بالانتصار الذي حققه ونائبه جو بايدن، ورأت فيه فرصة قوية للاعتراف بالابادة الارمنية ولتعزيز العلاقات الارمنية – الاميركية.

فقد صرح أوباما في كانون الثاني الماضي، دعمه المطلق لامرار قرار يعترف بالابادة الارمنية. وعلى عكس المرشحين السابقين، فقد تعهد بضمان أمن أرمينيا عبر وضع حد للحصار المفروض عليها من تركيا وأذربيجان منذ عام 1993، وذلك بالسعي الى ايجاد حل عادل لنزاع ناغورني كاراباخ يرضي الاطراف المتنازعين ويتماشى مع المبادىء الاميركية في الديموقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وتعتقد تركيا أن سياسة الرئيس الاميركي المنتخب، خصوصا في ما يتعلق بالموضوع الارمني، قد تضر بمستقبل العلاقات التركية – الاميركية، وهي قلقة من التصريحات التي أدلى بها أوباما خلال حملته الانتخابية، خصوصا انه تعهد بامرار مشروع القرار 106 في الكونغرس الاميركي والاعتراف بالابادة.

وكانت تركيا استنكرت بشدة واستنفرت ديبلوماسيتها عندما صوتت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميكي في تشرين الثاني من العام الماضي على مشروع قرار يعتبر ان الارمن تعرضوا لابادة من قبل العثمانيين الاتراك اثناء الحرب العالمية الاولى. يبدو ان حظوظ مشروع القرار الذي يعترف بالابادة الارمنية في الكونغرس الاميركي خلال الفترة الرئاسية لأوباما تتزايد رغم الضغوط التي تمارسها الحكومة التركية. وهذه الايجابية تتمتع بمزايا عديدة أهمها دعم الرئيس المنتخب باراك أوباما ونائبه جو بايدن للقضايا الارمنية، خصوصا ان بايدن تربطه علاقة قوية بالجالية الارمنية في أميركا. فضلا عن أن أي قرار يتعلق بالارمن قد يلقى تجاوبا كبيرا في الكونغرس الجديد الذي يتمتع بالغالبية الديموقراطية. وفي انتظار ما ستؤول اليه النتائج في المستقبل القريب، تستمر تركيا في ممارسة الضغوط والتهديدات ضد الولايات المتحدة الاميركية، لمنع امرار أي قرار يعترف بارتكابها جريمة الابادة ضد الارمن. وكانت تركيا قد مارست ضغوطا مماثلة على فرنسا عندما أقر البرلمان الفرنسي مشروع قانون يحرّم انكار الابادة الارمنية ويعاقب عليها بالسجن، وهددت في حينه بمقاطعة البضائع الفرنسية وبقطع العلاقات التركية – الفرنسية.

فيرا يعقوبيان
المديرة التنفيذية للهيئة الوطنيةالارمنية في الشرق الاوسط
بيروت في 17 تشرين الثاني 2008

جديد

تحميل الكتاب - تحميل الخرائط
أحدث المواضيع
بــيـــان عموم الأرمن في الذكرى المئوية للإبادة الجماعية الأرمنية
إصدارات - كتب

ذاكرة أرمنية – صور من مخيم لاجئي حلب 1922-1936


نحو قرار عادل ومنصف حول نزاع كاراباخ الجبلية

النشرة